كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وحين يبلغ سياق السورة إلى هذا المقطع القوي الذي يصل قلب المؤمن بقلب هذا الوجود. ويشعره بمصدر القوة الحقيقي وهو الاهتداء إلى أسرار هذا الوجود.. عند هذا يدعوالمؤمنين إلى الترفع والاستعلاء وسعة الأفق ورحابة الصدر في مواجهة الضعاف العاجزين الذين لا تتصل قلوبهم بذلك المصدر الثري الغني. كما يدعوهم إلى شيء من العطف على هؤلاء المساكين المحجوبين عن الحقائق المنيرة القوية العظيمة؛ من الذين لا يتطلعون إلى أيام الله. التي يظهر فيها عظمته وأسراره ونواميسه:
{قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون}.
فهو توجيه كريم للذين آمنوا ليتسامحوا مع الذين لا يرجون أيام الله. تسامح المغفرة والعفو. وتسامح القوة والاستعلاء. وتسامح الكبر والارتفاع. والواقع أن الذين لا يرجون أيام الله مساكين يستحقون العطف أحيانًا بحرمانهم من ذلك النبع الفياض. الذي يزخر بالنداوة والرحمة والقوة والثراء. نبع الإيمان بالله. والطمأنينة إليه. والاحتماء بركنه. واللجوء إليه في ساعات الكربة والضيق. وحرمانهم كذلك من المعرفة الحقيقية المتصلة بصميم النواميس الكونية وما وراءها من القوى والثروات. والمؤمنون الذين يملكون كنز الإيمان وذخره. ويتمتعون برحمته وفيضه أولى بالمغفرة لما يبدومن أولئك المحرومين من نزوات وحماقات.
هذا من جانب. ومن الجانب الآخر. ليترك هؤلاء المؤمنون الأمر كله لله يتو لى جزاء المحسن على إحسانه. والمسيء على إساءته. ويحسب لهم العفو والمغفرة عن المساءة في سجل الحسنات. ذلك فيما لا يظهر الفساد في الأرض. ويعتدي على حدود الله وحرماته بطبيعة الحال:
{ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون}.
ويعقب على هذا بفردية التبعة. وعدالة الجزاء. وتوكيد الرجوع إلى الله وحده في نهاية المطاف:
{من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون}.
بذلك يتسع صدر المؤمن. ويرتفع شعوره؛ ويحتمل المساءات الفردية والنزوات الحمقاء من المحجوبين المطموسين. في غير ضعف. وفي غير ضيق. فهو أكبر وأفسح وأقوى. وهو حامل مشعل الهدى للمحرومين من النور. وحامل بلسم الشفاء للمحرومين من النبع. وهو مجزيٌّ بعمله. لا يصيبه من وزر المسيء شيء. والأمر لله في النهاية. وإليه المرجع والماب.
بعد ذلك يتحدث عن القيادة المؤمنة للبشرية. وتركز هذه القيادة أخيرًا في الرسالة الإسلامية؛ فيشير إلى اختلاف بني إسرائيل في كتابهم. بعدما اتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة. وانتهاء راية القيادة والحكم إلى صاحب الدعوة الأخيرة. هذا وهو بعد في مكة. والدعوة بعد مطاردة محاصرة. ولكن طبيعتها هي هي منذ نشأتها. ومهمتها هي مهمتها:
{ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}.
كانت القيادة قبل الإسلام لبني إسرائيل. كانوا هم أصحاب عقيدة السماء التي اختارها الله لتلك الفترة من التاريخ. ولابد للبشر من قيادة مستمدة من السماء. فالأرض قيادتها هو ى أوجهل أوقصور. والله خالق البشر هو وحده الذي يشرع لهم شريعته مبرأة من الهوى فكلهم عباده. مبرأة من الجهل والقصور فهو الذي خلقهم وهو أعلم بمن خلق. وهو اللطيف الخبير.
{ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة}.
فكان فيهم التوراة شريعة الله. وكان فيهم الحكم لإقامة الشريعة. وكان فيهم النبوة بعد رسالة موسى وكتابه للقيام على الشريعة والكتاب. وكثر فيهم الأنبياء وتتابعوا فترة طويلة نسبيًا في التاريخ.
{ورزقناهم من الطيبات}.
فكانت مملكتهم ونبواتهم في الأرض المقدسة. الطيبة. الكثيرة الخيرات بين النيل والفرات.
{وفضلناهم على العالمين}.
وكان تفضيلهم على أهل زمانهم بطبيعة الحال؛ وكان مظهر هذا التفضيل الأول اختيارهم للقيادة بشريعة الله؛ وإيتاءهم الكتاب والحكم والنبوة:
{وآتيناهم بينات من الأمر}.
فكان ما أوتوه من الشريعة بينا حاسمًا فاصلًا. لا غموض فيه ولا لبس ولا عوج ولا انحراف؛ فلم يكن هناك ما يدعوإلى الاختلاف في هذا الشرع البين كما وقع منهم؛ وما كان هذا عن غموض في الأمر. ولا كان عن جهل منهم بالصحيح من الحكم:
{فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم}.
إنما كان ذلك عن تحاسد بينهم. ونزاع وظلم. مع معرفة الحق والصواب:
{بغيًا بينهم}.
وبذلك انتهت قيادتهم في الأرض. وبطل استخلافهم. وأمرهم بعد ذلك إلى الله يوم القيامة:
{إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}.
ثم كتب الله الخلافة في الأرض لرسالة جديدة ورسول جديد. يرد إلى شريعة الله استقامتها. وإلى قيادة السماء نصاعتها؛ ويحكم شريعة الله لا أهواء البشر في هذه القيادة:
{ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون}.
وهكذا يتمحض الأمر. فإما شريعة الله. وإما أهواء الذين لا يعلمون. وليس هنالك من فرض ثالث. ولا طريق وسط بين الشريعة المستقيمة والأهواء المتقلبة؛ وما يترك أحد شريعة الله إلا ليحكم الأهواء فكل ما عداها هو ى يهفوإليه الذين لا يعلمون!
والله سبحانه يحذر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتبع أهواء الذين لا يعلمون. فهم لا يغنون عنه من الله شيئًا. وهم يتولون بعضهم بعضًا. وهم لا يملكون أن يضروه شيئًا حين يتو لى بعضهم بعضًا. لأن الله هو مو لاه:
{إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين}.
وإن هذه الآية مع التي قبلها لتعين سبيل صاحب الدعوة وتحدده. وتغني في هذا عن كل قول وعن كل تعليق أوتفصيل:
{ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين}.
إنها شريعة واحدة هي التي تستحق هذا الوصف. وما عداها أهواء منبعها الجهل. وعلى صاحب الدعوة أن يتبع الشريعة وحدها. ويدع الأهواء كلها. وعليه ألا ينحرف عن شيء من الشريعة إلى شيء من الأهواء. فأصحاب هذه الأهواء أعجز من أن يغنوا عنه من الله صاحب الشريعة. وهم إلب عليه فبعضهم ولي لبعض. وهم يتساندون فيما بينهم ضد صاحب الشريعة فلا يجوز أن يأمل في بعضهم نصرة له أوجنوحًا عن الهوى الذي يربط بينهم برباطه. ولكنهم أضعف من أن يؤذوه. والله ولي المتقين. وأين ولاية من ولاية؟ وأين ضعاف جهال مهازيل يتو لى بعضهم بعضًا؛ من صاحب شريعة يتو لاه الله. ولي المتقين؟
وتعقيبًا على هذا البيان الحاسم الجازم. يتحدث عن اليقين. وعما في هذا القول وأمثاله في القرآن من تبصرة وهدى ورحمة لأهل اليقين:
{هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}.
ووصف القرآن بأنه بصائر للناس يعمق معنى الهداية فيه والأنارة. فهو بذاته بصائر كاشفة كما أن البصائر تكشف لأصحابها عن الأمور. وهو بذاته هدى. وهو بذاته رحمة.. ولكن هذا كله يتوقف على اليقين. يتوقف على الثقة التي لا يخامرها شك. ولا يخالطها قلق. ولا تتسرب إليها ريبة.
وحين يستيقن القلب ويستوثق يعرف طريقه. فلا يتلجلج ولا يتعلثم ولا يحيد. وعندئذ يبدو له الطريق واضحًا. والأفق منيرًا. والغاية محددة. والنهج مستقيمًا. وعندئذ يصبح هذا القرآن له نورًا وهدى ورحمة بهذا اليقين.
ويعقب على الحديث عن ولاية الظالمين بعضهم لبعض وو لاية الله للمتقين؛ وعن طبيعة هذا القرآن بالقياس إلى المتقين. وأنه بصائر وهدى ورحمة لأهل اليقين. يعقب على هذا الحديث بالتفرقة الحاسمة بين حال الذين يجترحون السيئات وحال الذين يعملون الصالحات وهم مؤمنون. ويستنكر أن يسوى بينهم في الحكم. وهم مختلفون في ميزان الله. والله قد أقام السماوات والأرض على أساس الحق والعدل؛ والحق أصيل في تصميم هذا الكون.
{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون}.
ويجوز أن يكون الحديث هنا عن أهل الكتاب. الذين انحرفوا عن كتابهم. واجترحوا السيئات. وظلوا يحسبون أنفسهم في صفوف المؤمنين. ويجعلون أنفسهم أكفاء للمسلمين الذين يعملون الصالحات. أندادًا لهم في تقدير الله سواء في الحياة أوبعد الممات. أي عند الحساب والجزاء.. كما يجوز أن يكون حديثًا عامًا بقصد بيان قيم العباد في ميزان الله. ورجحان كفة المؤمنين أصحاب العمل الصالح؛ واستنكار التسوية بين مجترحي السيئات وفاعلي الحسنات. سواء في الحياة أو في الممات. ومخالفة هذا للقاعدة الثابتة الأصيلة في بناء الوجود كله. قاعدة الحق. الذي يتمثل في بناء الكون. كما يتمثل في شريعة الله. والذي يقوم به الكون كما تقوم به حياة الناس. والذي يتحقق في التفرقة بين المسيئين والمصلحين في جميع الأحوال؛ وفي مجازاة كل نفس بما كسبت من هدى أوضلال؛ وفي تحقيق العدل للناس أجمعين: {وهم لا يظلمون}.
ومعنى أصالة الحق في بناء الكون. وارتباطه بشريعة الله للبشر. وحكمه عليهم يوم الحساب والجزاء. معنى يتكرر في القرآن الكريم. لأنه أصل من أصو ل هذه العقيدة. تجتمع عليه مسائلها المتفرقة. وترجع إليه في الأنفس والافاق. وفي ناموس الكون وشريعة البشر. وهو أساس (فكرة الإسلام عن الكون والحياة والإنسان).
وإلى جوار هذا الأصل الثابت يشير إلى الهوى المتقلب. الهوى الذي يجعل منه بعضهم إلهًا يتعبده. فيضل ضلالًا لا اهتداء بعده. والعياذ بالله:
{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}.
والتعبير القرآني المبدع يرسم نموذجًا عجيبًا للنفس البشرية حين تترك الأصل الثابت. وتتبع الهوى المتقلب؛ وحين تتعبد هواها. وتخضع له. وتجعله مصدر تصوراتها وأحكامها ومشاعرها وتحركاتها. وتقيمه إلهًا قاهرًا لها. مستو ليًا عليها. تتلقى إشاراته المتقلبة بالطاعة والتسليم والقبو ل.
{وَقالوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24)}.
هذا المقطع الأخير من السورة يعرض مقولة المشركين عن الآخرة وعن البعث والحساب. ويرد عليها من واقع نشأتهم الذي لا مجال لأنكاره. وهو واقع قريب منهم. ثم يعرض مشهدًا من مشاهد القيامة. يرونه واقعًا بهم وإن كان لم يحن بعد موعده لأن التصوير القرآني يعرضه حيًا شاخصًا كأنهم يرونه رأي العين من خلال الكلمات.
ثم تختم السورة بالحمد لله. الواحد الربوبية في السماوات وفي الأرض ولجميع العالمين في السماوات والأرض. وتمجيد عظمته وكبريائه المتفردة في السماوات والأرض. لا ترتفع أمامها هامة. ولا يتطاو ل إليها متطاو ل.. وهو العزيز الحكيم.
{وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
هكذا كانوا ينظرون تلك النظرة القصيرة. الحياة في نظرهم هي هذا الشوط الذي يرونه في الدنيا رأي العين. جيل يموت وجيل يحيا؛ وفي ظاهر الأمر لا تمتد إليهم يد بالموت. إنما هي الأيام تمضي. والدهر ينطوي. فإذا هم أموات؛ فالدهر إذن هو الذي ينهي اجالهم. ويلحق بأجسامهم الموت فيموتون!
وهي نظرة سطحية لا تتجاوز المظاهر. ولا تبحث عما وراءها من أسرار. وإلا فمن أين جاءت إليهم الحياة؛ وإذا جاءت فمن ذا يذهب بها عنهم؟ والموت لا ينال الأجسام وفق نظام محدد وعدد من الأيام معين. حتى يظنوا أن مرور الأيام هو الذي يسلبهم الحياة. فالأطفال يموتون كالشيوخ والأصحاء يموتون كالمرضى. والأقوياء يموتون كالضعاف. ولا يصلح الدهر إذن تفسيرًا للموت عند من ينظر إلى الأمر نظرة فاحصة. ويحاو ل أن يعرف. وأن يدرك حقيقة الأسباب.
لهذا يقول الله عنهم بحق:
{وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون}:
يظنون ظنًا غامضًا واهيًا. لا يقوم على تدبر. ولا يستند إلى علم. ولا يدل على إدراك لحقائق الأمور. ولا ينظرون إلى ما وراء ظاهرتي الحياة والموت من سر يشهده بإرادة أخرى غير إرادة الإنسان. وبسبب آخر غير مرور الأيام.
{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين}.
وهذه كتلك تدل على نظرة سطحية لا تدرك نواميس الخلق. وحكمة الله فيها. وسر الحياة والموت الكامن وراءهما. المتعلق بتلك الحكمة الإلهية العميقة. فالناس يحيون في هذه الأرض ليعطوا فرصة للعمل وليبتليهم الله فيما مكنهم فيه. ثم يموتون حتى يحين موعد الحساب الذي أجله الله. فيحاسبوا على ما عملوا. وتتبين نتيجة الابتلاء في فترة الحياة.
ومن ثم فهم لا يعودون إذا ماتوا. فليست هنالك حكمة تقتضي عودتهم قبل اليوم المعلوم. وهم لا يعودون لأن فريقًا من البشر يقترحون هذا. فاقتراحات البشر لا تتغير من أجلها النواميس الكبرى التي قام على أساسها الوجود! ومن ثم فلا مجال لهذا الاقتراح الساذج الذي كانوا يواجهون به الآيات البينات:
{ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين}!
ولماذا يأتي بآبائهم قبل الموعد الذي قدره وفق حكمته العليا؟ ألكي يقتنعوا بقدرة الله على إحياء الموتى؟ يا عجبًا! أليس الله ينشئ الحياة أمام أعينهم إنشاء في كل لحظة. وفق سنة إنشاء الحياة؟
{قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه}.
هذه هي المعجزة التي يريدون أن يشهدوها في آبائهم. ها هي ذي تقع أمام أعينهم. بعينها وبذاتها. والله هو الذي يحيي. ثم هو الذي يميت. فلا عجب إذن في أن يحيي الناس ويجمعهم إلى يوم القيامة. ولا سبب يدعوإلى الريب في هذا الأمر. الذي يشهدون نظائره فيما بين أيديهم:
{ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.